Skip links

الشمال السوري: ريادة الأعمال هي الحل الأمثل

في ظل التحديات الاقتصادية التي يكابدها الشمال السوري، تبرز ريادة الأعمال كأحد الوسائل الفعالة والضرورية لإحداث التغيير والمساهمة في تحريك عجلة الاقتصاد في المنطقة، وبالرغم من أن سياق المنطقة يظهر الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية إلا أن المشهد يشير في الوقت ذاته إلى حجم الفرص الاستثمارية الممكنة والتي يمكن أن تفتح آفاق اقتصادية جديدة تؤدي إلى إحداث تأثير إيجابي على المنطقة والمجتمع.

ماهي ريادة الأعمال

هي تحويل الفكرة إلى مشروع تجاري وإدارته وتنظيمه بهدف تحقيق الأرباح، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع ما يحيط بالمشروع من صعوبات وتحديات ومخاطر والاستعداد التام للتعامل معها.

وانطلاقاً من هذا التعريف نجد بأن أي مشروع قد يواجه في الغالب مجموعة من التحديات والمخاطر التي من الممكن أن تؤثر سلباً على نجاحه، وهذا يتطلب عدة سمات يجب أن يتحلى بها رائد الأعمال لضمان نجاح مشروعه، مثل الابتكار والرؤية الواضحة والالتزام والمثابرة والمرونة وقدرة التعامل مع الظروف المتغيرة، والتصميم على النجاح.

أهمية ريادة الأعمال في شمال سوريا

يؤدي تردي الوضع الاقتصادي إلى ارتفاع نسب البطالة وقلة فرص العمل، فتدفع الحاجة سكان المنطقة إلى إيجاد الحلول لتذليل الصعوبات والتخفيف من الأعباء الاقتصادية، وبما أن الحاجة هي أم الاختراع، يبرز هنا مجال ريادة الأعمال كحاجة وضرورة ملحة كونه يسهم في معالجة العديد من الجوانب في الشمال السوري،أهمها:

 

مواجهة الظروف الاقتصادية والاجتماعية

لقد شهد الشمال السوري في السنوات الماضية العديد من النزاعات والاضطرابات التي انعكست سلباً على الأوضاع الاقتصادية لسكان المنطقة، وتعتبر ريادة الأعمال استراتيجية فعّالة لتجاوز هذه الأوضاع الصعبة وتحفيز النمو الاقتصادي.

تعزيز فرص العمل

بوصفها مولدًا للوظائف، تقدم ريادة الأعمال فرصًا جديدة لفئة الشباب، مما يعزز من مشاركتهم الفعّالة في بناء اقتصاد المنطقة وتقليل نسب البطالة. هذا يؤدي إلى تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين المستوى المعيشي للسكان.

تحفيز الابتكار والإبداع

ريادة الأعمال هي البيئة الأمثل للابتكار والإبداع. فهي تتيح للشباب فرصاً لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع قيّمة تساهم في حل المشكلات المحلية وتلبية احتياجاتهم واحتياجات المنطقة والمجتمع.

التنوع الاقتصادي

ريادة الأعمال عامل أساسي في تنويع الاقتصاد، ويؤدي هذا التنويع إلى جعل الاقتصاد أكثر استقرارا وأقل تأثرا بالتقلبات والمتغيرات السياسية أو الاقتصادية، ويمكن للمشاريع الريادة والشركات الصغيرة والمتوسطة أن تشكل قاعدة أساسية للاقتصاد المستدام.

تعزيز روح المبادرة

تشجع ريادة الأعمال على تنمية روح المبادرة والاستقلالية لدى الفرد، فيصبح لديه القدرة على تحديد طريقه الخاص وتحقيق أهدافه المهنية.

 

تحسين صورة الشمال السوري

إن نجاح الأعمال يساهم في تحسين صورة الشمال السوري وجذب الاستثمارات، ما يعزز التطور الاقتصادي ويسهم في بناء مجتمع أكثر استدامة.

 

التحديات التي تواجه ريادة الأعمال في الشمال السوري

رغم أهمية ريادة الأعمال في تحسين الوضع الاقتصادي إلا أن هناك العديد من التحديات الصعوبات التي تواجه رواد الأعمال، نتيجة الوضع السياسي والاستقرار النسبي الذي تعيشه المنطقة من ناحية، ونتيجة صعوبة الحصول على التمويل اللازم للبدء بالمشاريع أو توسيعها من ناحية أخرى، يترافق مع ذلك تقلبات العملة وارتفاع التضخم الذي يزيد من تكاليف الإنتاج والتسعير وغيرها من التحديات التي تتطلب تظافر جهود السلطات والمنظمات المحلية لدعم وتمكين رواد الأعمال وتعزيز بيئة أعمال صحية في الشمال السوري.

فرص تعزيز ريادة الأعمال في الشمال السوري

شهد الشمال السوري خلال شهر كانون الثاني من عام 2024 انعقاد المؤتمر الاستثماري الأول والذي كان بعنوان ” الاستثمار.. استقرار.. تنمية وازدهار” حضره عدة شخصيات حكومية ورجال أعمال ومستثمرين وهدف المؤتمر إلى العمل على تنمية مناطق الشمال السوري اقتصادياً والعمل على تحسين المستوى المعيشي وزيادة فرص العمل من خلال جذب المستثمرين وإنشاء حاضنة لتنمية المشاريع الصغيرة وتحفيز الشباب لدخول عالم ريادة الأعمال.

من جهة أخرى هناك بعض التجارب للعديد من المنظمات المحلية على تمكين الشباب وبناء قدراتهم في مجال ريادة الأعمال، وتجدر الإشارة هنا إلى مخيم ريادة الأعمال الذي أطلقته مبادرة مخيم دلني في مدينة اعزاز، ويهدف المخيم إلى استقطاب الشباب من أصحاب المواهب والأفكار الإبداعية والعمل تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع استثمارية ربحية بالتعاون مع خبراء في مجال ريادة الأعمال والاستثمار.

ومن الجدير بالذكر بأن عدد كبير من الشباب توجه لمجال ريادة الأعمال الرقمية نظراً لقلة التكلفة ومرونة العمل وسهولة الوصول إلى العملاء، فنلاحظ وجود عدد جيد من أصحاب شركات التسويق والمتاجر الإلكترونية، إلى جانب توجه بعض الشباب إلى أعمال رقمية أخرى مثل التسويق بالعمولة وكتابة المحتوى.

ختاماً

رغم التحديات والصعوبات التي يعكسها الواقع في الشمال السوري، إلا أن ريادة الأعمال تعتبر هي العنصر الحيوي والأمثل في بناء الاقتصاد من خلال دعم وتشجيع رواد الأعمال وتعزيز فرص التعليم والتدريب المهني للشباب الراغب في إحداث تأثير إيجابي والتعبير عن إبداعهم والمساهمة في تحقيق التنمية وتحسين جودة حياتهم والواقع المجتمعي.

مشاركة المقال

ربما يعجبك أيضا

أترك تعليقاً

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الويب.